روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كم تعاني ليصلي أولادها!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كم تعاني ليصلي أولادها!


  كم تعاني ليصلي أولادها!
     عدد مرات المشاهدة: 3034        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم

إستشارتي: إني أنا الأخت الكبرى ومن ثم لدي أخي الذي يبلغ من العمر21 عام وأخي الآخر 17 والذي يليه 15 عام تربينا تربية جيدة والحمدلله كانت تحرص امي على ان نكون محافظين على الصلاة وكان اخواني في صغرهم في المساجد ومن طلبة التحفيظ.

بعد ان كبروا اصبحوا يتعبون امي في الصلاة حتى اصبحوا لا يذهبوا الى المسجد الا قليل جدا وبعد خصام ومعاناة في كل فرض تقف امي على رؤوسهم إلى أن يذهبوا إلى المسجد وأغلب الأوقات يصلون في البيت، حيث ان أبي كان مشغول عنا في الصغر ولا يهتم أن يذهب اخواني الى المسجد فكان يعودهم على الجماعة الثانية بعد أن يخرج وقت الصلاة.

وبعد ذلك عودهم على أن يصلوا في البيت وأغلب الصلوات ينامون عنها أو يصلوها بعد أن يخرج وقتها بكثير وابي الان مُتعب لديه ضغط وسكر فلا يستطيع ان ينزل دائماً لأننا نسكن في بيت فيه درج عالي ونحن في الدور ماقبل الأخير ولا يوجد مصعد ولا يأمرهم فتعبت امي جدا وتبكي احيانا منهم.

وتصبح مشكلة بين امي وابي بسبب عدم تعويدهم وامرهم بالصلاة رغم ان ابي شديد جدا ويخاصمنا على أكثر الامور التي لا تستدعي وهذه من أكثر المشاكل التي تحدث بين امي واخواني واخي الذي عمره 21 سلبي وطبعه جاف مثل ابي ومشغول بنفسه لا يهتم لأي أمر في البيت ولا يريد أن يكون له قوامة غير في السب والخصام.

واخواني الأصغر يقتدون به حتى عندنا تحادثهم امي وتناقشهم يخبروها لماذا هو لا يذهب ينفع لماذا هو لا يصلي لماذا تامرينا ولا تامريه لان والدتي عندما تطلب منه اي شي يرفض ولا يستمع لها حتى اصبحوا يستمعون للاغاني ويحدثهم مايفعل هو مع الشباب عندما يخرج معهم من التفحيط ورفع صوت الأغاني ومن هذا القبيل.

والله ان والدتي طيبة جدا وحنونة جدا ورحيمة حتى انها صبرت على ابي وعلى قسوته وعانت كثيرا من أجل ان نصبح أفضل واحسن حال ولكن الحمدلله رغم ذلك عندما نختلط بإحد او ان نذهب لاقاربنا يحترمونا ويحبوننا كثيرا لاننا ولله الحمد مؤدبون معهم ولكن تريد امي موضوع الصلاة الذي يشغلها كثيرا.. وشكرا أرجو ان تعطوني حلول ووسائل وطرق لكيفية التعامل معهم

رد المستشار: أ. فؤاد بن عبدالله الحمد

أختي الكريمة:

لا ريب أن الصلاة في الجماعة مع المسلمين في بيوت الله من أهم الفرائض، وهي شعار الإسلام، فالواجب على كل مكلف أن يعتني بذلك، وأن يبادر ويسارع إلى إقامة الصلاة في جماعة مع المسلمين، وأن يتباعد عن مشابهة أهل النفاق، قال ابن مسعود رضي الله عنه: من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإن الله شرع للمسلمين الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولا أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وفي لفظ: لكفرتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها -يعني الصلاة في الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يعني من الصحابة، يؤتى بها يهادى بين الرجلين -يعني مريض أو كبير في السن- حتى يقام في الصف، من شدة حرصهم على أداء الصلاة في الجماعة رضي الله عنهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر»، قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض، يعني خوف إن خرج من البيت أن يقتل أو يسجن أو يضرب يعني البلاد غير آمنة، أو مرض يمنعه من ذلك، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رجل أعمى فقال: يا رسول الله: ليس لي قائد يلائمي إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هل تسمع النداء بالصلاة؟» قال: نعم، قال: «فأجب»، رواه مسلم في صحيحه، وفي رواية أخرى عند مسلم: «لا أجد لك رخصة» فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يجد رخصة لأعمى ليس له قائد يلائمه أن يصلي في بيته، بل عليه أن يصلي في المسجد، فإذا كان الأعمى الذي ليس قائد يلائمه ليس له رخصة فكيف بحال الصحيح المعافى البصير.! هذا خطر عظيم والواجب عليكِ -وباللتي هي أحسن- أن تبادري على نصح أخوتكِ وتنبيهم عن هذا وتذكيرهم بالله تعالى..

فلا ينبغي للمسلم أن يرضى بمشابهة أهل النفاق الذين قال الله فيهم سبحانه: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً*مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ} [النساء:142-143]، ذكرهم سبحانه بخمس صفات، الاولي: ذكر أنهم يخادعون الله والذين آمنوا، ما عندهم نصيحة ولا أمانة، عند المكر والخديعة والكذب، في معاملاتهم، والثانية: أنهم إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، ما عندهم نشاط لعدم إيمانهم، إنما هو رياء، الثالثة: أهم لا يذكرون الله إلا قليلاً، ذكرهم لله قليل، تغلب عليهم الغفلة، الرابعة: أنهم أهل رياء، يراؤن الناس بأعمالهم، ليس عندهم إخلاص، الغالب عليهم في أعمالهم الرياء والسمعة وطلب المحمدة، وليس عندهم إخلاص لله سبحانه وتعالى، والخامسة: أنهم مذبذبون ليس عندهم ثبات، وليس عندهم هدف مستقيم، بل هم تارة مع المؤمنين، وتارة مع الكافرين، ليس عندهم قاعدة ولا دين ثابت ولا إيمان صادق، فهل نرضى أن نكون بمثل هذا الحال أعاذنا الله وإياكِ من هذا!

الواجب منكِ -سلمكِ الله- التحذير والمناصحة باللتي هي أحسن لأخوتك، وبذل السبب والله الهادي إلى سواء السبيل، وأن تستعيني بالسبل المتاحة ومن أهل الخير على إصلاحهم وتوجيههم التوجيه الطيب.

الصلاة حصن حصين لصاحبها، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر لقوله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت:45].

أعاذنا الله وإياكم من عذابه وشملنا بعطفه ورحمته وحفظنا وحفظ علينا صلاتنا..

المصدر: موقع المستشار.